
مجلة أمريكية تتساءل: “كيف خرب السيسي مصر”؟
نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية مقالاً للكاتب ستيفن إيه كوك حول الأوضاع في مصر، تساءل خلاله الكاتب عن “كيف خرّب عبد الفتاح السيسي مصر”، قائلاً إن “زعيم الانقلاب وعد بالازدهار، لكن البلاد حالياً ممزقة تماماً”.
وأشار كاتب العمود في “فورين بوليسي” وزميل أول مؤسسة “إيني إنريكو ماتي” البحثية لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى أنه “طوال معظم صيف 2013، كانت مصر في قبضة ما يمكن وصفه بـ(هوس السيسي)”، إذ “أشادت الأغاني والشطائر ومقاطع الفيديو الموسيقية والقصائد وحتى ملابس النوم بعبد الفتاح السيسي، العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي”.
ووصف كوك مشهد البلاد من الخارج قائلاً إنه “كان مشهداً غريباً، حيث ابتهج ملايين المصريين بالتدخل العسكري (القاسي والوحشي) ضد جماعة الإخوان المسلمين، الذين استلموا الحكم فقط قبل عام واحد، في يونيو 2012”.
وأشار الكاتب إلى أنه “مع سجن مرسي ومقتل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أو اعتقالهم، وعد السيسي المصريين بأيام أفضل، رغم أنه حذر مواطنيه من عدم التحلي بالصبر.. لكن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المعقدة في مصر تفاقمت فقط مع تأرجح مصر من أزمة إلى أخرى خلال فترة الانتقال الديمقراطي المشحونة والقصيرة الأمد”.
ومضى الكاتب قائلًا “لكن بعد عقد من الزمان، لم يكافئ السيسي المصريين على صبرهم. بل على العكس تماماً، فإن الرجل الذي كان من المفترض أن ينقذ مصر، يشرف الآن على خرابها.. لقد وعد السيسي المصريين بالازدهار، لكن مصر مفلسة تماماً، فالإحصاءات مذهلة. وبلغ معدل التضخم 37 في المئة تقريبا، وبلغ سعر الدولار الواحد 30 جنيهاً مصرياً، بعدما كان حوالي 7 جنيهات للدولار عندما تولى السيسي السلطة؛ ويبلغ الدين الدولي للبلاد ما يقرب من 163 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل إجمالي ديونها إلى ما يقرب من 93 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في عام 2023”.
وخلص إلى القول إن “مالية مصر مثل لعبة وهمية، وتحريك الأموال هو محاولة عبثية لإخفاء الظروف الاقتصادية غير المستقرة في البلاد”.
وتابع الكاتب: “كان السيسي يؤكد أن المحن الاقتصادية في البلاد هي نتيجة قضايا خارجة عن إرادته، لا سيما جائحة كورونا وغزو روسيا لأوكرانيا، لا شك في أن هذه الأزمات خلقت تحديات اقتصادية كبيرة واجهت البلدان – بما في ذلك الولايات المتحدة – صعوبة في إدارتها، ومع ذلك، من الواضح أن احتجاجات السيسي هي استراتيجية خطابية للتقليل من مسؤوليته عن المزيد من الفقر المدقع في مصر”.
وتابع: “لقد انخرط السيسي في فورة إنفاق تغذيها الديون على مشاريع عملاقة ليس لها سوى القليل من المبررات الاقتصادية، أقواها وأكثرها فحشًا هي العاصمة الإدارية الجديدة، والتي هي في مرحلتها الأولى فقط، وتبلغ كلفتها حتى الآن أكثر من 45 مليار دولار”، مشيراً إلى أنه “عندما انسحبت الإمارات العربية المتحدة والصين من المشروع، اضطر المصريون لدفع الفاتورة عن طريق إضافة مبالغ ضخمة من الديون إلى الميزانية العمومية للبلاد”.
وقال الكاتب إنه “من الصعب أن نفهم أنه في غضون عقد من الزمن استولى السيسي على دولة فقيرة وجعلها أكثر فقراً”.
وأضاف الكاتب إنه “بدلاً من الاستمرار في انتظار الازدهار الذي وعد به قادتهم، يغادر المصريون البلاد بأعداد متزايدة. وزاد عدد المصريين الذين يهاجرون إلى أوروبا عن طريق القوارب”.