خبراء: تصريحات إثيوبيا عن السد كارثية والانقلاب أهان مصر
أثارت تصريحات وزير الإعلام الإثيوبي عن سد النهضة، موجة من غضب بين عدد من الخبراء المصريين، مؤكدين أن إثيوبيا تتحدث من منطق القوة؛ لأن مصر هي من قبلت الإهانة.
وأكد وزير الإعلام والاتصالات الإثيوبي، جيتاشو رضا، اقتراب إثيوبيا من إكمال 70% من بناء “سد النهضة”، مشددًا على أنهم لا يضعون في الاعتبار وجهة نظر المتضررين من بناء السد، موضحًا أن ما تم إنجازه يأتي ضمن الأعمال الإنشائية والهندسة المدنية، وتركيب التوربينات وعمليات هندسة المياه، والأعمال الكاملة قد تنتهي في أي وقت.
وأضاف أن عمل اللجان المشتركة بين مصر وإثيوبيا لا علاقة لها على الإطلاق بإنشاء السد، بل لمعرفة مدى إضراره بمصالح شركاء الحوض، مشددًا على أن السد قائم ولن يتأثر بناؤه بتقاريرها، وتابع: “إذا كان هناك من يرى بعد إعداد الدراسات، أنه سيتضرر، فهذه ليست مشكلتنا في إثيوبيا”.
“كارثة على مصر”
هكذا علق وزير الري الأسبق، محمد نصر علام: إن “الإثيوبيين يتحدثون من منطلق قوة في الوقت الراهن؛ بعدما أدت رعونة الفريق المسؤول عن إدارة مفاوضات السد إلى إفقاد مصر كافة أوراق الضغط طوال الفترة الماضية، ما جعل أديس أبابا تُمسك بكل خيوط اللعبة”.
وأضاف -في تصريحات صحفية- “في حال اكتمال بناء السد سيمثل ذلك كارثة على مصر، في ظل انخفاض الحصة المصرية من مياه النيل بسبب الكميات المهدرة، إضافة إلى ما سيتم حجزه من مياه خلف السد الإثيوبي”.
وشدد على “ضرورة تغيير نهج المفاوضات مع الجانب الإثيوبي”، مؤكدًا أنه يستوجب على القاهرة إعلان موقف واضح بضرورة وقف البناء إلى حين استكمال الدراسات الفنية والهندسية المتعلقة بالمخاطر والأضرار المترتبة على السد”.
قبول الإهانة
ويتساءل أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور نادر نور الدين -عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”-: “لماذا لم تستدع وزارة الخارجية المصرية السفير الإثيوبي في القاهرة لتطلب منه إيضاحات حول تصريحات وزير الإعلام الإثيوبي؟”.
ويضيف “الإجابة لأننا وصلنا إلى هذه المرحلة من قبول المهانة ومن عدم الدراية بقيمة ومكانة مصر!!.. انتظروا المزيد من التطاول”.
خطوة جديدة في طريق استكمال السد
وأكد الدكتور صفوت عبدالدايم، الأستاذ بالمركز القومي لبحوث المياه ومستشار وزير الري والموارد المائية، أن هذه التصريحات تعد خطوة جديدة على طريق استكمال سد النهضة بما يعني ازدياد المشكلات كثيرًا بشأن حصة المياه، التي ستتأثر كثيرًا إذا ما تم بناء سد النهضة.
وأوضح، في تصريح صحفي، أن مصر بالأساس تتعرض لمشكلات كبيرة بشأن تناقص المياه بعيدًا عن استكمال سد النهضة، بما يؤكد أن الأمور لا تحتمل على الإطلاق وسيكون هذا السد بمثابة الكارثة الكبرى.
وعن اللجان التي تتابع مستجدات سد النهضة أكد “عبدالدايم”، أن إثيوبيا تضرب بتلك اللجان عرض الحائط ولا تعمل على الاعتراف بنتائجها.