الغش الجماعي وتسريب امتحانات الثانوية.. مهازل التعليم في عهد الانقلاب
لم يرى كثير من الخبراء والمتابعين للشأن التعليمي في مصر خبر “تسريب امتحاني اللغة العربية والتربية الدينية”.. ومن قبلها 6 امتحانات للثانوية الأزهرة، غريبًا في ظل سياسات حكم الانقلاب العسكري، وقائده عبدالفتاح السيسي.
ففي عهد الانقلاب شهدت مصر انحدارًا لمستوى التعليم بشكل كبير، حيث نشرت صفحة “شاومينج بيغشش ثانوية”، وهي إحدى صفحات الغش على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أسئلة امتحان مادة “الدين” للثانوية العامة، وذلك قبل انتهاء الطلاب من امتحان اللغة العربية الذي بدأ الأحد الساعة التاسعة صباحًا.
شاومينج يتحدى الانقلاب
وكتب أدمن الصفحة: “99% ده امتحان الدين اللي هيمتحنوه بعد ما يخلصوا العربي اللي لسه قدامه ساعة ونصف، الهدف من تسرب امتحان الدين هو إظهار الخلل في المنظومة التعليمية”، مؤكدًا أنهم لن ينشروا إجابات الدين.
وأن كانت هي المرة الأولى لتسريب امتحان اللغة العربية والدين هذا العام، فسبق لنفس الصفحة الاسبوع الماضي نشر امتحان القرآن، والفيزياء، والانجليزي، والفقة، للثانوية الأزهرية.
خبراء يرون أنه ليس غريبًا أن يصل النظام الانقلابي بمصر إلى ذيل الأمم، والتي احتلت المركز قبل الأخير فيما يتعلق بجودة التعليم من إجمالي 140 دولة على مستوى العالم، طبقًا لتقرير التنافسية العالمية لعام 2015م، والذي يصدر سنويًا عن المنتدى الاقتصادي العالمي. وفي 2014م، أظهرت نتيجة استطلاع مؤسسة “بيرسون فيو” العالمية، أحد أكبر المؤسسات المعنية بتصنيف وتقييم درجات التعليم لدى الدول بخروج مصر وجميع الدول العربية من قائمة أفضل 40 دولة عالميًا في التعليم، في حين احتل المركز الأول والثاني كل من كوريا الجنوبية وفنلندا، وذلك في تقرير لها تضمن نتائج الامتحانات الدولية، وبيانات تتعلق بمعدلات التخرج حتى العام الماضي.
واستند التصنيف الحديث على سلسلة من نتائج الاختبارات العالمية، وإجراءات تتعلق بنظم التعليم، والثقافة العامة للدولة، فتأتي بعد كوريا الجنوبية وفنلندا، ثلاث دول آسيوية تتمتع بأداء عال أيضًا في نظم التعليم، وهي هونغ كونغ واليابان وسنغافورة، وتأتي بريطانيا أيضا في مقدمة مجموعة من الدول تصنف على أنها فوق المعدل، وهي هولندا، ونيوزيلندا، وكندا، وأيرلندا، وفي المرتبة الأخيرة في هذا التصنيف دول المكسيك والبرازيل وإندونيسيا؛ أما نظم التعليم المصرية فلم تجد موطئ قدم لها في هذا التصنيف.
الدرس الأول للغة العربية، محمد شاكر، أحد العاملين بمدرسة فاقوس الثانوية أكد أن تسريب الامتحانات لا يخرج إلا من خلال واضع الامتحانات، أو مطابع وزارة التربية والتعليم، معتبرًا ان تسريب الامتحان يؤكد التراخي في فرض المراقبة المعهودة على امتحانات الثانوية العامة.
وأضاف شاكر، أن التعليم في مصر تدهور بشكل لا يصلح معه الا القيادة الرشيدة المنتخبة التى تنتشله من فساد المسئولين الذين لا يرغبون الا في استرضاء حكومة العسكر، و “للاسف من دفع الثمن هم أبناء مصر من جهل وتخلف”.
بدورها قررت هيئة النيابة الإدارية برئاسة سامح كمال، فتح باب التحقيق حول تسريب امتحانات مادتي اللغة العربية والتربية الدينية لطلاب الثانوية العامة، بحجة محاسبة المتورطين عن ارتكاب هذه الوقائع.
كما تداولت عدد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” صوار قالت إنها لعمليات غش جماعي داخل لجان امتحانات الثانوية العامة.
وظهر في الصور التي تداولتها صفحات التواصل الاجتماعي عدد من الطلاب المتجمعين حول إحدى ورقات الإجابة وينقلون الحلول منها.
ووجه أدمن صفحة «شاومينج بيغشش ثانوية عامة» رسالة لوزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب، “امتحان الدين كان الدرس التاني للوزارة، شاومينج بدأ ورسم الطريق كل طالب مصري، شاومينج بيطلع وقت ما الوزارة تبيع أحلامه و تتاجر بيها، جه الوقت اللي لازم تتغير المنظومة الفاشلة، جه الوقت اللى لازم يقف اللعب بأحلام الطلبة”.