رمضان 2016 .. “فرحة” قتلها الحزن بفضل الانقلاب
جاء رمضان، وبدلا من أن تحل معه البهجة والفرحة، ويحتفي المصريون بالعادات والتقاليد الموروثة لجيل بعد جيل، حالت القبضة الأمنية لسلطات الانقلاب، دون إتمام تلك الفرحة، وعملت على إخفاء العديد من المظاهر التي اختص بها هذا الشهر الفضيل.
ولعل أبرز المظاهر التى قتلها الانقلاب
زينة رمضان
كانت شوارع مصر تمتلئ بالزينة بشتى أشكالها وأنواعها، من ورق مزركش وملون وفوانيس بعدة أشكال وأحجام، إلا أن هذا الأمر كاد أن يختفي منذ الانقلاب العسكري، فلم يعد الأهالي يشعرون بطعم فرحة رمضان، حتى يقوموا بتعليق الزينة.
كما أن اعتقال الكثير من شباب في مقتبل العمر، حال دون ذلك، إذ أن الكثير من أهالي وذوي المعتقلين، أكدوا أن كثيرا منهم كانوا يقومون على عمل الخير، ويتسابقون في إدخال السرور والبهجة على الناس، وكانوا يستعدون لرمضان بتعليق الزينة في الأحياء والشوارع، وبعدها في صلوات العيد، إلا أن الاعتقال حال دون ذلك.
ياميش رمضان
أدى ارتفاع الأسعار هذا العام بشكل ملحوظ، إلى عزوف المواطنين عن شراء ياميش رمضان، والذي يعد عادة رمضانية شهيرة، فلجأ بعضهم لشراء كميات قليلة، فيما امتنع آخرون عن الشراء.
واتجه الكثيرون لشراء السلع الأساسية من أرز وسكر وسمن وغيرها، والتي أيضا ارتفع سعرها بشكل مهول، ما دفعهم للبعد عن شراء السلع الترفيهية.
وتقول التقارير أن أسعار الياميش ارتفعت بنسبة 30٪ عن العام الماضي، كما ارتفع سعر جوز الهند إلى 28 جنيهاً مقابل 16 جنيهاً في رمضان الماضي، وزاد سعر لفة قمر الدين إلى 38 جنيهاً، إضافة إلى ارتفاع سلع آخرى إلى أضعاف .
موائد الرحمن
بدأت موائد الرحمن والتي كانت تقام في هذا الشهر الكريم، من أجل إفطار الصائمين- في الاختفاء منذ الانقلاب العسكري، وظهر ذلك جليا في رمضان الجاري، وذلك بعد إغلاق العديد من الجمعيات الخيرية والأهلية التي كانت تقوم على إمداد تلك الموائد بالطعام.
وأغلقت قوات الانقلاب العديد من الجمعيات الأهلية وصادرت أموالها، واعتقلت أصحابها، وتشدر الكثيرون ممن كانوا يعتمدون عليها كمصدر للدخل.
شنطة رمضان
في الوقت الذي كانت تساعد فيه جماعة الإخوان المسلمين، عن طريق جمعياتها الخيريىة لمساعدة الفقراء والمحتاجين من الشعب، بتوزيع شنط رمضان، انتقدها معارضيها وقالوا إنها أداة للتأثير على الرأي العام، وطريقة ملتوية للهيمنة على عقول الشعب، على الرغم من أنها كانت تساعد الكثيرون، وكان يعمل عليها شباب دون مقابل.
وعلى النقيض ظهر في المشهد في هذا العام توزيع “كراتين المخابرات العامة الرمضانية” والتي لا يعرف ما الغرض منها، في حين اشتكى الكثيرون بأنه لم يستطيعوا الوصول إلى تلك الكراتين وأنها اقتصرت على بعض الأشخاص، رغبة في الظهور الإعلامي.
صلاة التراويح
لم تسلم المساجد من قبضة الانقلاب، وتوجت صلاة التراويح هذا العام بالحزن، بعدما اقتصر الصلاة على بعض المساجد في جميع المحافظات، واشتكت من قلة المصلون.
فبعد أن كانت تفرش الكثير من المساجد الشهيرة ساحاتها، بعدد من المحافظات، استعدادا لصلوات التراويح، إلا أن هذا العام، وجدت خالية، فضلا عن اعتقال عدد من الأئمة أو منعهم من صعود المنابر واستبدالهم بأئمة من وزارة أوقاف الانقلاب.