بيان للأمة العربية والإسلامية قبل انعقاد الجامعة العربية
في إطار المتابعة المستمرة من جماعة “الإخوان المسلمون” لما يحدث في غزة، من مجازرَ متتالية واستهدافٍ متعمد للمدنيين، في ظل صمت دولي وتخاذل عربي، تترقب الجماعةُ مع جموع الشعوب العربية والإسلامية مجريات القمة العربية المزمع عقدها غدا بالرياض.
وفي هذا الصدد توضح الجماعة ما يلي:
تستنكر الجماعة تأخر انعقاد قمة طارئة للجامعة العربية وعقدها بعد شهر من العدوان، وذلك في تجاهل لكل المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني بما أتاح له الفرصة كاملة لتنفيذ حرب إبادة ارتقى جراءها أكثر من عشرة آلاف شهيد، أغلبهم من النساء والأطفال، بل وفي تجاهل لغضبة الشعوب العربية التي لن تصمت طويلًا على هذا التخاذل الرسمي من الأنظمة، ولن تقبل مزيدًا من العجز الرسمي عن التدخل لاتخاذ أي موقف لنصرة القضية وإقرار حق الشعب الفلسطيني في دحر الاحتلال، وحق المقاومة في رد العدوان ومواجهته بكل الوسائل الممكنة؛ باعتباره حقًّا مشروعًا في الحرية والاستقلال والدفاع عن النفس.
وتؤكد الجماعة أن محاولات الاحتلال والقوى العالمية التي تدعمه وصمَ المقاومة بالإرهاب، هو محاولةٌ باطلة يتوجب على الأنظمة العربية أن تعلن براءتها منها، بل والتأكيد على أن الإرهاب الحقيقي هو ما يرتكبه الاحتلال من جرائم.
إن بقاء التمثيل الدبلوماسي بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية، حتى اللحظة، وبعد كل هذه الأحداث، لهو وصمةُ عار في جبين هذه الأنظمة. كما أن العجزَ عن تأمين المساعدات الإنسانية وضمان فتح المعابر من وإلى قطاع غزة لهو مشاركةٌ في جريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان القطاع.
والجماعة إذْ ترى بشائر النصر التي تلوح من معركة طوفان الأقصى التي هدمت كل مشاريع التطبيع.. تؤكد موقفها الرافض للتطبيع مع الكيان، ولصفقة القرن. كما تدعم الحملة الشعبية لمقاطعة الكيانات الاقتصادية والمالية والشخصيات الاعتبارية الداعمة لهذا الكيان الغاصب، وهنا نقدم تحية إجلال وإكبار للدور الذي قام به الشعب المصري مع كل الشعوب العربية والإسلامية في هذا المجال.
نثمِّن جهود بعض الوفود العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي نجحت في تمرير مشروع القرار العربي، 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، المُطالب بــ “هدنة إنسانية فورية ودائمة ومتواصلة تفضي إلى وقف القتال”. وعلى الرغم من تحفظ الجماعة الشديد على بعض العبارات الواردة في نص القرار، إلا أن الجماعة ترى ضرورة العمل مع كل ما من شأنه خفض التصعيد ووقف القصف الصهيوني الهمجي على المدنيين، وبداية هدنة إنسانية عاجلة.
وتحذِّر الجماعة من تداعيات الحرب في غزة، ومن اتساع نطاق الصراع، بما يشكل خطرًا على الأمن القومي العربي، لاسيما دول الجوار، وكذا من محاولات العدو فصل شمال غزة عن جنوبها، وترى الجماعة أن معركة طوفان الأقصى ما زالت تمثل فرصة لتحويل مجرى الصراع في اتجاه انتزاع حقوق الشعب الفلسطيني وحماية المسجد الأقصى.
وأخيرًا.. إن التاريخ لن يرحم ولن يغفر لمن صمت أو تخاذل أو غَضَّ الطرف عما يحدث في غزة، ولم يضطلع بمسؤولياته وواجباته، وسوف تبقى هذه المواقف المشينة في صفحات الخزي والعار من تاريخ أمتنا، التي توشك أن تهب لتنتزع حريتها وعزتها.
والله أكبر ولله الحمد
أ.د محمود حسين
القائم بعمل المرشد العام لجماعة “الإخوان المسلمون”
الجمعة، 26 ربيع الآخر 1445 هـ، 9 نوفمبر 2023 م