
فيديو قطة الشيخ مهساس وقوة الهواتف الذكية
بقلم.. عامر عبدالمنعم
شاهد مئات الملايين في قارات العالم فيديو الشيخ الجزائري وليد مهساس وهو يتعامل بلطف ورفق مع قطة صعدت على كتفه أثناء صلاة التراويح، وجاء المشهد العفوي ليدخل السرور على النفوس التي أرهقتها القيم المادية والأنانية والأزمات والحروب فأصبحت متعطشة إلى مشهد يعيد الإنسان إلى إنسانيته، ويذكر البشرية بالرحمة المفقودة.
الفيديو لم يكن يحتاج إلى شرح، فقد شاهده جمهور كبير من كل أنحاء العالم، مسلمون وغير مسلمين، فوسائل الإعلام في الغرب والشرق بثت الفيديو على نطاق واسع، وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالمشهد في حالة احتفاء نادر قلما نراها في حدث سياسي أو اجتماعي على النحو الذي شاهدناه.
الذي أثار الإعجاب العالمي أن الشيخ مهساس الذي يرتل القرآن برواية ورش ظل يواصل القراءة بكل اطمئنان وثبات، فلم يرتبك وظل يربت بحنان على ظهر القطة حتى استقرت في أمان على كتفه، والأعجب أن القطة بادلت الحنان بحركات توحي بالفرح والسعادة، وبدت وكأنها طبعت قبلة على خد الإمام قبل أن تتركه ليركع ويتم صلاته.
حتى الآيات التي تليت في الفيديو تبدو وكأنها تليت خصيصا ليسمعها كل أولئك الذي يحاربون الإسلام هذه الأيام وينفقون المليارات لمحاربة الإيمان بالله، وقد عكست تعليقات المسلمين على مواقع التواصل هذا المعنى، فالشيخ مهساس كان يتلو آيات من سورة الأنعام بدأت بقوله تعالى {فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} وانتهت بقوله تعالى {إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ، قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ۖ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِين}.
من جمال المشهد فإن من رأى الفيديو لا يكتفي بالمشاهدة مرة واحدة بل يشاهده أكثر من مرة، فحركة القطة الذكية شدت انتباه المشاهدين من كل الأعمار، وقد دفع الإعجاب كثيرين إلى تفسيرات وتأويلات شتى.