
القضاءُ الشَّامِخ (قصيدة شعرية)
للشاعر: محمد عصام علوش
قــضـاءٌ شــامـخٌ لا عَــيْـبَ فــيـهِ … ســـوى أنَّ الـحَـمِـيرَ تــبـتُّ فـيـهِ
فــهـذا الـصِّـنْفُ دَيْـدَنُـه الـتَّـجَنِّي … وإنَّ الـسُّـوسَ يَـنـخِر فـي ذَويـهِ
وقـالـوا سَــوْف يـأتِـيكمْ شِـهـابٌ … شِـهابُ الـدِّينِ أضـرَط مـن أخـيهِ
فـكـمْ أزْرَوْا عـلى قـراقوشَ زورًا … وكـــمْ وَصـفـوه ظـلـمًا بـالـسَّفيهِ
وكــمْ لـصِـقتْ بــه كـذبًـا عـيوبٌ … وكــان مـثـالَ ذي الـحسِّ الـنَّزيهِ
قــضـاةُ الـيَـوْمِ أشـبَـه بـالأفـاعي … وإنَّ الــسُّــمَّ فــــي كــــلٍّ بــفـيـهِ
تــرى الـقـاضي بـلا أدنـى ضـميرٍ … ولا أدنـــــى شـــعــورٍ يَـحـتـويـهِ
يُـحـاكِم مَــن سَـمـا عِـلـمًا وقـدْرًا … ويَــبــتــدع اتِّــهــامًــا يَــفــتـريـهِ
يُـحـاكِـمُ حــافـظ الـقـرآنِ جَـهْـلًا … وَيَـحـكُمُ وفْــقَ مَـنـطِقِهِ الـكـريهِ
…
ويُـعـميهِ الـغـرورُ فـلـيس يُـهـدَى … ويــوقِــعــه بـــإضـــلالٍ وتِـــيـــهِ
فيودع في السُّجونِ شريف قوْمٍ … وقــد يَـجـني عـلـى الـفـذِّ الـنَّبيهِ
وقــد يَـعـفو عـن الـلِّصِّ الـمُرابي … وعـــن زانٍ بـــلا ســبـبٍ وَجــيـهِ
فـكمْ فـي الـسِّجنِ مَـظلوم بريء … يَــــذوق الــوَيْــلَ مــمَّـا يَـعـتـريهِ
وكـمْ فـي الـسِّجنِ من رجلٍ تقيٍّ … يُـــؤدِّي الــحـقَّ أوْ مــا يَـقْـتَضيهِ
وَكـمْ قـاضٍ قـضى بـالحكمِ ظلمًا … ويَــعــلَــمُ أنَّ مَــهْــلَـكَـه بــفِــيــهِ
وكـمْ قاضٍ يعيشُ على الرَّشاوى … ويُـنـفِـق مـــا جَــنـاه عـلـى بَـنـيهِ
فــوَيْــلٌ لـلـقـضاةِ يَـحـيـنُ يَـــوْمٌ … بــهِ قـاضـي الـسَّـماءِ يَـبـتُّ فـيـهِ
هـنـاك عـلـى يَـدَيْهِ يَـعَضُّ قـاضٍ … مـــن الـحَـسـراتِ لا مــالٌ يَـقِـيهِ
ولا أحَـــــدٌ سـيَـحـمِـيـهِ بــجــنـدٍ … فـلـيْـس لــذاك مــن يَــوْمٍ شـبـيهِ
فـــــإنَّ الله لا يَـــرضــى بــظـلْـمٍ … أعـــــدَّ لـــــه عــذابًــا يَـصـطـلـيهِ