محمد عبدالقدوس يكتب: مفاجآت نقابة الصحفيين
أكثر من مفاجأة شهدها الاجتماع الحاشد لنقابة الصحفيين قبل أيام.. وأنا شخصيا مع غيري توقعت أن يكون اللقاء فاترا بأعداد قليلة بسبب تراجع أداء مجلس النقابة في قضية اقتحام نقابتنا، إضافة إلى الحملة المضادة الواسعة النطاق ضد الصحفيين والانقسام الذي بدا في صفوفهم، لكن حدث ما لا يتوقعه أحد.. كان اللقاء حافلا وقويا وامتلأت القاعة التي عقد فيها الاجتماع عن آخرها.. وهي أكبر قاعات النقابة، ومعظم الحاضرين كانوا من الشباب، وترددت الهتافات مطالبة بالإصرار على إقالة وزير الداخلية، وأن “الجزر مصرية”!.
وتلك السخونة في اللقاء منعت مجلس نقابة الصحفيين من تقديم مزيد من التنازلات، وتأكدت من جديد المطالب التي أعلنت في الاجتماع الأول يوم 4 مايو.. وتلك مفاجأة جميلة وغير متوقعة.
ومن المفاجآت غير السارة أن “ريما عادت لعادتها القديمة” أقصد أن الداخلية لا تريد تطوير أدائها ومصممة على نهجها الاستبدادي في التعامل مع الصحفيين بدليل إغلاق جميع الشوارع المؤدية إلى النقابة، التي تقع في قلب العاصمة، مما أدى إلى ارتباك شديد بالمرور، إضافة إلى الاستعانة بالبلطجية لتوجيه إهانات للصحفيين ولا غرابة في ذلك فنحن في دولة العسكر!.
وفوجئ الرأي العام كذلك بالصحف المصرية تنشر أخبار اجتماع أصحاب الأقلام على استحياء ودون عناوين رئيسية كما حدث في المرة الأولى.. “وإذا عرف السبب بطل العجب” كما يقول المثل العامي.. فهي قد استجابت للضغوط الأمنية بالدولة الاستبدادية التي نعيش في ظلها!! على الرغم من انتصار إرادة الصحفيين في هذا اللقاء، لكن رؤساء تحرير الصحف المرتبطين بالسلطة رفضوا أن يفرحوا بهذا الأمر.