محمد عبد القدوس يكتب : أيعقل أن يكون الإنسان برأسين
هناك من يطالب بفصل الدعوة عن السياسة بحجة أن الإسلام السياسي ساءت سمعته في العالم!! وفقدت الناس ثقتها في البضاعة الإسلامية المقدمة إليها بعدما تبين إنها كلام في كلام!! وينبغي إذن على الإسلاميين تطوير أدائهم، فإذا أرادوا الكلام في السياسة فليشكلوا حزبا متخصص في هذا الموضوع وحده ولينسوا الإسلام الشامل الذي أثبت فشله ولم يعد يقنع أحد، وترفضه الأقليات الدينية التي تعيش في الوطن العربي!
وأقول دون تردد: هذا كلام كله مرفوض، وإذا ردده بعض الإسلاميين تبقى كارثة وتعني هزيمة داخلية كاملة!
وهذا أخطر ما يمكن أن يقابلنا، وأبدأ بالكلام عن هذا الفصل المزعوم متسائلا: طيب إزاي وليه؟ كيف تريد من واحد إسلامي يعلن انتماءه وولاءه للإسلام وحده أن يبتعد عن تعاليم الدين وهو يتحدث في السياسة؟
مرفوض تكفير غيرنا أو الادعاء بأننا نحتكر وحدنا الحديث باسم السماء، ولا ندعي العصمة وعندنا الصالح والطالح!
وإذا أخطأنا فالخطأ بعود إلينا وإلى سوء التطبيق ونتحمل نتائجه ولا يرجع إلى ما نحمله من رسالة سامية، بل علينا الاعتراف بخطأنا والعمل على تصحيحه!
ولماذا الإصرار على هذا الفصل النكد بين الدين والسياسة والدولة والحياة كلها وديننا كما تعلمناه نظاما شاملا يحكم الحياة كلها! هكذا عرفنا إسلامنا الجميل، وأتساءل: هل يعقل أن يكون الإنسان برأسين.. رأس تطل على الحياة بمنظور مدني وأخرى بعقلية دينية.. مستحيل طبعا! إنما الأقرب إلى المنطف المزج بينهما، وهذا ما يدعو إليه إسلامنا الجميل ويشجعه، وفي مقال آخر بإذن الله أتناول الشبهات الأخرى التي ذكرتها.